حل المهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، الذي انعقد مؤخرا بمدينة خريبكة، ضيفا على القناة الإخبارية السعودية، في شخص رئيسه الدكتور الحبيب ناصري.
وقد تمت الإستضافة مباشرة من أحد الاستوديوهات الموجودة بالرباط، استضافة تمت بشكل مباشر، وضمن برنامج المنتدى الذي يتناول بين الفينة والأخرى أهم المستجدات الثقافية والسياسية التي أحدثت حدثا بارزا ما.
لقد كانت أسئلة معد البرنامج جد متنوعة، قدم في البداية مدينة خريبكة باعتبارها، المدينة التي احتضنت الحدث ووصف موقعها الجغرافي لكي يموقع الحدث السينمائي الوثائقي الذي عانقته هذه المدينة كما عرف في بداية المهرجان، بالجمعية المنظمة لهذه الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي، وطبيعة الدول المشاركة، ليتم فيما بعد طرح مجموعة من الأسئلة الدقيقة على ضيف البرنامج،الدكتور الحبيب ناصري.
أسئلة تميزت بنوع من العمق، خصوصا وأنها كانت تتمحور حول علاقة الربيع العربي بهذا الجنس التعبيري السمعي البصري، وكذا علاقة العربي ككل بثقافة الصورة، ودور هذه الأخيرة في الدفع بتصحيح العديد من التمثلات الخاطئة عن العربي وعن حضارته المتنوعة والغنية عبر التاريخ، كما تمت مناقشة دور الفيلم الوثائقي في تطوير قدرات العربي الثقافية والفنية والجمالية والإنسانية ككل. وقد تم التطرق أيضا إلى ضرورة الاستثمار العربي في ثقافة الفيلم الوثائقي وبقية المكونات الثقافية العربية الأخرى باعتبار الثقافة مدخلا جوهريا لتطوير المجتمعات العربية، بل هي المعيار الحقيقي للتأكد من مدى رغبة القائمين والمدبرين لسؤال الثقافة العربية،في تحقيق نتائج مهمة لفائدة العربي، المولود من رحم ثقافة عربية غنية ومتسامحة، ورافضة لكل أشكال العنف والتطرف.
ونشير هنا أن هذه الدورة الثالثة للمهرجان الدولي للفيلم الوثائقي بمدينة خريبكة كانت دورة جد غنية بفقرة التكريمات والندوات والمسابقات الرسمية ومناقشة الأفلام الوثائقية المتنافسة على الجوائز حيث تمكنت فرنسا من الفوز بالجائزة الكبرى، في شخص المخرجة فيرجيني هوفمان والتي عنونت فيلمها بوسط الجبال السود. مهرجان دولي خلق الحدث المحلي والوطني والدولي، مما يولد الانطباع بكون المهرجان يهدف إلى تعميق ثقافة الفيلم الوثائقي داخل وخارج المغرب.لقد كانت هذه الاستضافة دليلا قويا على مدى تتبع العديد من الجهات الإعلامية العربية وغيرها لوقائع هذه الدورة مما يستوجب معه التفكير مستقبلا في دعم هذا المهرجان من طرف الجهات المختصة لأنه يشكل بشكل أو بآخر صورة المغرب السينمائية والثقافية والفنية ككل.